رقم ( 4) :
تابع قصص عن الانبياء والصحابة ري الله عنهم:
طفل يحب التواضع :
قص النبي على اصحابه قصة طفل ٍ رضيع تكلم في المهد وكان في حضن أمة ومر رجل جبار يركب فرساً وقد سار خلفة الجند يحرسونه ، فقالت: أم الطفل الرضيع : ( اللهم أجعل ابني مثل هذا . فقال لها الطفل الرضيع : اللهم لاتجعلني مثل هذا . ومرت امرأة ومعها عدد من الرجال يجرونها وقد وضعوا بأيديها الحبال وهم يضربونها ويتهمونها بأقبح الأفعال ، فقالت لهم : اللهم لاتجعل ابني مثل هذه . فقال الطفل الرضيع : اللهم اجعلني مثل هذه ( أي مثل المراة المتهمة ) ، فقالت الأم لابنها : لماذا قلت لاتجعلني مثل الفارس وقلت اللهم أجعلني مثل هذه المراة المتهمة ؟؟ فقال الطفل الرضيع : أن الفارس جبار متكبر من اهل النار ولا أريد ان اكون جباراً متكبراً وأكون مثله في النار ، وإن تلك المرأة بريئة لم تعمل ذنباً وهي مظلومة من اهل الجنة وأحب ان اكون بريئاً واكون مثلها من اهل الجنة . وقد نطق هذا الطفل في المهد تكريماً من الله له لبعده عن الكبر وحبه للتواضع .
تواضع سليمان عليه السلام :
دعا نبي الله سليمان ان يعطيه الله ملكاً لم يعطه لأحد من الخلق ، فسخر الله له الريح تنقل جنودة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال وتسير الريح في الصباح مايقطعه الجند على ارجلهم في شهر ، كما تعود الريح بهم مساء في مدة يسير بها الجند مدة شهر ، كما سخر الله لسليمان عليه السلام الجن والإنس والطير ، ولايقدر احد من هؤلاء على مخالفة أمر سليمان عليه السلام كما علمه الله لغة الطير فكان يكلمها كما يكلم الناس . ولما مر على وادي النمل تكلمت نملة فسمع سليمان كلامها ، فقد وقفت خطيبة في النمل وقالت باعلى صوتها : [ ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ]. فتبسم ( سليمان ) من قولها وقال : [ رب اوزعني ( ألهمني ) أن أشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان أعمل صالحاً ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين ].
ودخل النمل مساكنهم بامان ، فقد نبهت حارسة النمل جماعتها وسمع سليمان كلامها فتبسم ضاحكاً ولم يغضب لما فعلت النملة ، فالنمل امة لايجوز الاعتداء عليها بحال من الأحوال .
وكان نبي الله سليمان يحب الخيل ، وأمر بها يوماً أي تسرج وان يركبها فرسانها وأن يستعرضها ، فاستمر هذا العرض حتى غابت الشمس والهته الخيل عن ذكر الله ، فأمر بردها عليه مرة أخرى وأخذ يسمح أرجلها واعناقها بيديه تحبباً إليها, وقد ذكر الله ذلك بقوله : [ ووهبنا لداودَ وسليمان نِعمَ العبدُ انه اواب ( مؤمن ) إذ عرض عليه بالعشي ( مساء) الصافنات الجياد ( الخيل الأصيلة ) فقال : إني احببت حب الخير ( الخيل ) عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ( أي غابت الشمس ) ردوها على فطفق ( شرع) مسحاً بالشوق ( ساق الخيل والأعناق ].
عيسى عليه السلام بار رحيمٌ بأمه وبأمته :
خلق الله عيسى من ام بلا أب ليبين قدسيته على الخلق ، فقد خلق آدم من غير أب ولاام ، وخلق حواء من آدم عليه السلام ، وخلق عيسى من ام بلا ابٍ معجزةٌ باهرةً ، واعطاه الله معجزات كثيرة فهو قد تكلم في المهد ، وكان يخبر الناس بما أكلوا ومايدخرون في بيوتهم ، ويشفي المرضى بقدرة الله ويحيي الموتى بقدرة الله . وكان متواضعاً رحيماً لايحب الغلظة والشدة بل يحب الرفق واللين ، وتعاليمه مواعظ واخلاقه حسنة . وكان مثلاً اعلى في الزهد والبعد عن الدنيا ومافيها . وكان يؤثر امه على نفسه ويعاملها معاملة كريمة . وقد ذكر عيسى عليه السلام بره لأمه فقال الله تعالى على لسانه : [ وبراً يوالدتي ولم يجلعني جباراً شقياً ].
ومن تواضع نبي الله داوود :
فقد كان ملكاً يحكم على بلاد كثيرة وخزائنه ملأى بالذهب والفضة ، انه كان زاهداً في الدنيا ، فإذا فرغ من مجلس الحكم اتى ناحية من قصره يصنع فيها الدروع ، قال تعال: [ وألنا له الحديد أن اعمل سابغات ( أي دروعاً طويلة ) ].
من معجزات هذا النبي الكريم ان الله ألان الحديد له فيفتله ويصنع منه الدروع قال تعالى : [ وعلمناه صنعه لبوس لكم ( أي صناعة الدروع ] . وورد عن النبي قوله : ماأكل احدٌ طعاماً قط خيرٌ من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده .