قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزته وتمام قدرته.. تسيران بأمر الله تعالى ..
فإذا أراد الله تخويف عباده كسفهما بأمره فأنطمس نورهما كله أو بعضه بما قدره من أسباب تقتضي ذلك يقدر الله تعالى ذلك تخويفاً للعباد
ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه..
إن الكسوف في الشمس أو في القمر تخويف من الله لعباده يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها
إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه تخويف من عقوبات تنزلبهم إذا خالفوا أمر الله وعصوه"
،،،
وقال رحمه الله:
"إن الكسوف حدث خطير وتنبيه من الله لعباده وتحذير
فلقد كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة مرة واحدة فقط ففزع لذلك فزعاً عظيما
وقام إلى المسجد وبعث منادي ينادي الصلاة جامعة
فاجتمع الناس وصلى بهم صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة
كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد فهي آية شرعية لآية كونية"
،،،
كيفية صلاة الكسوف والخسوف
"صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر بهما صلاها بدون أذان ولا إقامة
فكبر وقرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة نحو سورة البقرة ثم ركع ركوعاً طويلاً جداً قدره بعض أهل العلم بأن يسبح مائة مرة
ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ قراءةً طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعاً طويلاً دون الأول
ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياماً طويلاً نحو ركوعه ثم سجد سجوداً طويلاً نحو ركوعه
ثم جلس بين السجدتين جلوساً طويلاً نحو سجوده ثم سجد سجوداً طويلاً نحو سجوده الأول ثم قام للركعة الثانية
فصلاها كما صلى الركعة الأولى لكن دونها."
،،،،
بعد صلاة الكسوف"خطب النبي عليه الصلاة والسلام خطبةً عظيمة بليغة فحمد الله وأثنى عليه
وأخبر أن الشمس والقمر آيتان من آية الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده
فإذا رأيتموهما يعني خاسفين فأفزعوا إلى الصلاة ...
وفي رواية فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى ينجلي...
وإذا وقع الكسوف فإنه ينبغي منا أن نكون خائفين وأن نكون مشفقين لأن الله تعالى يخوفنا بذلك
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يخافون الله تعالى سراً وعلناً
وأن يرزقنا خشيته وتقواه وأن يجعلنا ممن أقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشى إلا الله".
ابن عثيمين رحمه الله.
...