السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشافي
وهو من الأسماء الثابتة في السنة النبوية ،فقد ثبت في (الصحيحين) عن عائشة –رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : (اللهم رب الناس ، أذهب البأس، واشفهِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاء لا يغادر سقمًا).
ومعنى الشافي :الذي منه الشفاء ،شفاء الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب ،وشفاء الأبدان من الأسقام والآفات ،ولا يقدر على ذلك غيره ،فلا شفاء إلا شفاؤه ،ولا شافي إلا هو ،كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي: هو وحده المتفرد بالشفاء لا شريك له ،ولذا وجب على كل مكلف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله .
ولهذا فإن من أحسن الوسائل إلى الله جل وعلا في طلب الشفاء من الأسقام والأمراض التوسل إليه بتفرده وحده بالربوبية و أن الشفاء بيده وحده ، وأنه لا شفاء لأحد إلا بإذنه ، فالأمر أمره ،والخلق خلقه ،وكل شيء بتصريفه وتدبيره ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا واعتقاد العبد و إيمانه بأن الشافي هو الله وحده ،و أن الشفاء بيده ليس مانعًا من بذل الأسباب النافعة بالتداوي وطلب العلاج وتناول الأدوية المفيدة ،فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة في الأمر بالتداوي و ذكر أنواع من الأدوية النافعة المفيدة ، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله و اعتقاد أن الشفاء بيده .
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لم يُنزل داء إلا أنزل له شفاء،علمه من علمه وجهله من جهله ).
واسأل الله العظيم رب الناس مذهب البأس الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه ،أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر